للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لما عرف المؤمنون من إذهاب الحسنة السيئة؛ وأما نسبة السورة لقوله تعالى {واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين} فإن هذا أمر منه سبحانه لنبيه عليه الصلاة والسلام بالصبر على قومه، فأتبع بحال يعقوب ويوسف عليهما الصلاة والسلام وما كان من أمرهما وصبرهما مع طول المدة وتوالى امتحان يوسف عليه الصلاة والسلام بالجب ومفارقة الأب والسجن حتى خلصه الله أجمل خلاص بعد طول تلك المشقات، ألا ترى قول نبينا وقد ذكر يوسف عليه الصلاة والسلام فشهد له بجلالة الحال وعظيم الصبر فقال «» ولو لبثتُ في السجن ما لبث اخي يوسف لأجبت الداعي «فتأمل عذره له عليهما الصلاة والسلام وشهادته بعظيم قدر يوسف عليهما الصلاة والسلام {وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك} [هود: ١٢٠] .

لما قيل له {واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين} [هود: ١١٥] أتبع بحال يعقوب ويوسف عليهما الصلاة والسلام من المحسنين {ووهبنا له إسحاق ويعقوب} [الأنعام: ٨٤]- إلى قوله {وكذلك نجزي المحسنين} [الأنعام: ٨٤] وقد شملت الآية ذكر يعقوب ويوسف عليهما الصلاة والسلام، ونبينا عليه أفضل الصلاة والسلام قد أمر بالاقتداء في الصبر بهم، وقيل له {فاصبر

<<  <  ج: ص:  >  >>