الذين أحسنوا بالحسنى} [النجم: ٣١] فمن أمهلناه في الدنيا أخذنا منه الحق بعد قيام الساعة، فلا بد من فعل ذلك {وإن الساعة لآتية} لأجل إقامة الحق لا شك في إتيانها لحكم علمها سبحانه فيظهر فيها كل ذلك، ويمكن أن يكون التقدير: فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون، وما فعلنا ذلك إلا بالأمر من قولنا «كن» وهو الحق {وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق} أي بالأمر {ألا له الخلق والأمر}[الأعراف: ٥٤] يعني أنه لا مشقة علينا في شيء من ذلك، وسنعدم ذلك بالحق إذا أردنا قيام الساعة، وأن الساعة لآتيه، لأنا قد وعدنا بذلك، وليس بينكم وبين كونها إلا أن نريد فتكون كما كان غيرها مما أردناه {فاصفح الصفح} أي فأعرض - بسبب تحقق الأخذ بثارك - الإعراض {الجميل *} بالحلم ولإغضاء وسعة الصدر، في مثل قولهم {ياأيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون} فإنه لا بد من الأخذ لك منهم بالحق ولو لم يكن لك نصرة إلا في ذلك اليوم لكانت كافية؛ ثم علل هذا الأمر بقوله:{إن ربك} أي المحسن إليك الآمر لك بهذا {هو}