للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تراباً، بل كونوا أصلب التراب {حجارة} أي هي في غاية اليبس {أو حديداً *} زاد على يبس الحجارة شدة اتصال الأجزاء {أو خلقاً} غيرهما {مما يكبر} أي يعظم عظمة كبيرة {في صدوركم} عن قبول الحياة ولو أنه الموت، حتى تعلموا حال الإعادة، كيف يكون حالكم في الإجابة إلى ما يريد؟ فإن الكل أصله التراب، فالذي فضل طينكم - الذي خلقتم منه على سائر الطين بالنمو ثم بالحياة ثم بالنطق وفضل بعض الناطقين على بعض بمواهب لا تحصى - قادر أن ينقل تلك الفضيلة إلى الطين الذي نقله طوراً بعد طور إلى أن جعله حجراً أو حديداً {فسيقولون} تمادياً في الاستهزاء: {من يعيدنا} إذا كنا كذلك {قل الذي فطركم} أي ابتدأ خلقكم {أول مرة} ولم تكونوا شيئاً يعيدكم بالقدرة التي ابتدأكم بها، فكما لم تعجز تلك القدرة عن البداءة فهي لا تعجز عن الإعادة {فسينغضون} أي مصوبين بوعد لا خلف فيه مشيرين {إليك رؤوسهم} أي يحركونها من شدة التعجب والاستهزاء كأنهم في شدة جهلهم على غاية البصيرة من العلم بما يقولون؛ والنغض والإنغاض: تحريك بارتفاع وانخفاض

<<  <  ج: ص:  >  >>