قال: دخل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وحول البيت ستون وثلاثمائة نصب، فجعل يطعنها بعود في يده ويقول {جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً} ، {جاء الحق وما يبدىء الباطل وما يعيد}[سبأ: ٤٩] .
ولما كان القرآن الذي نوه به في آية {أقم الصلاة} هو السبب الأعظم في إزهاق الباطل الذي هو كالسحر خيال وتمويه، وهو الجامع لجميع ما مضى من الإلهيات والبعث وما تبع ذلك، قال عاطفاً على {ولقد كرمنا} : {وننزل} أي بعظمتنا؛ ثم بين المنزل بقوله تعالى:{من القرءان} أي الجامع الفارق الذي هو أحق الحق {ما هو شفاء} للقلوب والأبدان {ورحمة} أي إكرام وقوة {للمؤمنين} أي الراسخين في الإيمان، لإنارته لقلوبهم من صدإ الجهل، وحمله لهم على سبيل الرشد الذي هو سبب الرحمة، ولحراسته لهم من كل شيطان ومرض ومحنة إذا وقع الصدق في الاستشفاء به، هو كله كذلك وكذا جميع أبعاضه؛ قال الرازي في اللوامع: وهو أنس المحبين، وسلوة المشتاقين، وإنه النور المبين، الذي من