أي قومكم {وما} أي واعتزلتم ما {يعبدون إلا الله} أي الذي له صفات الكمال، وهذا دليل على أنهم كانوا يشركون، ويجوز أن يكونوا سموا الانقياد كرهاً لمشيئته والخضوع بزعمهم لاقضيته عبادة {فأوا} أي بسبب هذا الاعتزال، وهذا دليل العامل في {إذ}{إلى الكهف} أي الغار الذي في الجبل {ينشر} أي يحيي ويبعث {لكم ربكم} الذي لم يزل يحسن إليكم {من رحمته} ما يكفيكم به من المهم من أمركم {ويهيىء لكم من أمركم} الذي من شأنه أن يهمكم {مرفقاً *} ترتفقون به، وهو بكسر الميم وفتح الفاء في قراءة الجماعة، وبفتحها وكسر الفاء للنافع وابن عامر، وهذا الجزم من آثار الربط على قلوبهم بما علموا من قدرته على كل شيء، وحمايته من لاذ به ولجأ إليه وعبده وتوكل عليه، ففعلوا ذلك ففعل الله ما رجوه فيه، فجعل لهم أحسن مرفق بأن أنامهم ثم أقامهم بعد مضي قرون ومرور دهور، وهدى بهم ذلك الجيل الذي أقامهم فيه {وترى} لو رأيت كهفهم {الشمس إذا طلعت} .
ولما كان حالهم خفياً، وكذا حال انتقال الشمس عند من لم يراقبه،