ما أثمر له الرجاء من أمانه من سوء ما يأتي به القدر مقسماً:{ولئن رددت} أي ردني راد {إلى ربي} المحسن إلي في هذه الدار، في السعة على تقدير قيامها الذي يستعمل في فرضه أداة الشك {لأجدن خيراً منها} أي هذه الجنة؛ وقرأ ابن كثير وابن عامر بالتثنية للجنتين {منقلباً *} أي من جهة الانقلاب وزمانه ومكانه، لأنه ما أعطاني ذلك إلا باستحقاقي، وهو وصف لي غير منفك في الدارين، وإن لم يقولوا نحو هذا بألسنة مقالهم فإن ألسنة أحوالهم ناطقة به، فكأنه قيل: إن هذا لفي عداد البهائم حيث قصر النظر على الجزئيات، ولم يجوز أن يكون التمويل استدراجاً، فما قال له الآخر؟ فقيل:{قال له صاحبه وهو} أي والحال إن ذلك الصاحب {يحاوره} منكراً عليه: {أكفرت} .
ولما كان كفره بإنكار البعث، دل عليه بقوله تعالى:{بالذي خلقك من تراب} بخلق أصلك {ثم من نطفة} متولدة من أغذية أصلها تراب {ثم سواك} بعد أن أولدك وطورك في أطوار النشأة