أي ساقطة مع الخلو {على عروشها} أي دعائمها التي كانت تحملها فسقطت على الأرض وسقطت هي فوقها {ويقول} تمنياً لرد ما فات لحيرته وذهول عقله ودهشته: {يا ليتني} تمنياً لاعتماده على الله من غير إشراك بالاعتماد على الفاني {لم أشرك بربي أحداً *} كما قال له صاحبه، فندم حيث لم ينفعه الندم على ما فرط في الماضي لأجل ما فاته من الدنيا، لا حرصاً على الإيمان لحصول الفوز في العقبى، لقصور عقله ووقوفه مع المحسوسات المشاهدات {ولم تكن له فئة} أي جماعة لا من نفره الذين اعتز بهم ولا من غيرهم {ينصرونه} مما وقع فيه {من دون الله} أي بغير عون من الملك الأعظم {وما كان} هو {منتصراً *} بنفسه، بل ليس الأمر في ذلك إلا لله وحده.
ولما أنتج هذا المثل قطعاً أنه لا أمر لغير الله المرجو لنصر أوليائه بعد ذلهم، ولإغنائهم بعد فقرهم، ولإذلال أعدائه بعد عزهم وكبرهم، وإفقارهم بعد إغنائهم وجبرهم، وأن غيره إنما هو كالخيال لا حقيقة له، صرح بذلك في قوله تعالى:{هنالك} أي في مثل هذه الشدائد العظيمة {الولاية} أي النصرة - على قراءة الفتح، والسلطان - على الكسر، وهي قراءة حمزة