له والنفع به:{ستجدني} فأكد الوعد بالسين؛ ثم أخبر عنه سبحانه أنه قوى تأكيده بالتبرك بذكر الله تعالى لعلمه بصعوبة الأمر على الوجه الذي تقدم الحث عليه في هذه السورة في قوله تعالى {ولا تقولن لشيء إني فاعل} الآية ليعلم أنه منهاج الأنبياء وسبيل الرسل، فقال تعالى:{إن شاء الله} أي الذي له صفات الكمال {صابراً} على ما يجوز الصبر عليه؛ ثم زاد التأكيد بقوله عطفاً بالواو على «صابراً» لبيان التمكن في كل من الوصفين: {ولا أعصي} أي وغير عاص {لك أمراً *} تأمرني به غير مخالف لظاهر أمر الله {قال} أي الخضر عليه السلام: {فإن اتبعتني} يا موسى اتباعاً بليغاً {فلا تسألني عن شيء} أقوله أو أفعله {حتى أحدث لك} خاصة {منه ذكراً *} يبين لك وجه صوابه، فإني لا أقدم على شيء إلا وهو صواب جائز في نفس الأمر وإن كان ظاهره غير ذلك.
ولما تشارطا وتراضيا على الشرط سبب قوله تعالى:{فانطلقا} أي موسى والخضر عليهما السلام على الساحل، يطلبان سفينة يركبان فيها واستمرا {حتى إذا ركبا في السفينة} وأجاب الشرط بقوله تعالى: {خرقها} وعرفها لإرشاد السياق بذكر مجمع البحرين إلى أن