التفسير عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن الأخسرين اليهود والنصارى، قال: أما اليهود فكفروا بمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأما النصارى فكفروا بالجنة وقالوا: لا طعام فيها ولا شرب - انتهى. قلت: وكذا قال اليهود لأن الفريقين أنكروا الحشر الجسماني وخصوه بالروحاني.
ولما كانوا ينكرون أنهم على ذلك، لملازمتهم لكثير من محاسن الأعمال، البعيدة عن الضلال، بين لهم السبب في بطلان سعيهم بقوله:{أولئك} أي البعداء البغضاء {الذين كفروا} أي أوقعوا الستر والتغطية لما من حقه أن يظهر ويشهر، مستهينين {بأيات ربهم} من كلامه وأفعاله، وبين سبب هذا الكفر بقوله:{ولقائه} أي فصاروا لا يخافون فلا يردهم شيء عن أهوائهم {فحبطت} أي سقطت وبطلت وفسدت بسبب جحدهم للدلائل {أعمالهم} لعدم بنائها على أساس الإيمان {فلا} أي فتسبب عن سقوطها أنا لا {نقيم لهم} ما لنا من الكبرياء والعظمة المانعين من اعتراض أحد علينا أو شفاعته بغير إذننا لدينا {يوم القيامة وزناً *} أي لا نعتبرهم لكونهم جهلوا أمرنا الذي لا شيء أظهر منه، وآمنوا مكرنا ولا شيء أخطر منه.