مما هم فيه من الذل، فقلت لبعضهم: أشهد أنه المسيح ابم مريم الذي أتى وتبعه النصارى وعاديتموه حتى رفعه الله تعالى، فقال الذي في التوارة أنه يكون له الكل، وعيسىة مل كان كذلك، فقلت: إنه يكون له الكل حين ينزل تابعا لديننا من حيث إنه لا يقبل إلا الإسلام، قيطبق أهل الأرض على إتباعهخ عليه، ويسعد به منكم من يتبعه، ويزول عنه الذل، هذا لا يناف كلام التوراة فإنه لم يقيد ذلك بساعة إتيانه. فلم يقبل ذلك، ثم إنه أتى إلي يوما بكتاب من كتبهم في شرح سفر الأنبياء فقال في الكلام على البشائر المتعلقة بالمسيح " ولا يبعد أن يبدو لإسرائيل ثم يختقي ثم يظهر فيكون له الكل " فقلت له: انظر وتبصر هذا عين ما ذكرته لك من قبل فبهت لذلك فقلت: أطعني وأسلم ففكر ثم قال: حتى يريد الله تعالى.
وقال الإمام أبو جعفر بن الزبير في برهانه: لما قال تعالى) أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا (ثم أورد خبرهم وخبر الرجلين وموسى والخضر عليهما السلام وقصة ذي القرنين، أتبع سبحانه ذلك بقصص تضمنت من العجائب ما هو أشد عجبا وأخفى سببا، فافتتح سورة مريم بيحيى بن زكريا وبشارة زكريا به بعد الشيخوخة وقطع الرجاء وعقر الزوج حتى سأل زكريا مستفهما ومتعجبا) أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا) [