تعالى، وأمرهم بالجمعة فاختلفوا فيه، كما قاله النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويأتي في قوله تعالى:{إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه}[النحل: ١٢٤] واختاروا السبت، ففرض عليهم وشدد عليهم فيه وأحل لهم جميع اللحوم والشحوم، لما اتخذوا العجل حرم عليهم الشحوم؛ وأعظم من ذلك تعاطيهم من النسخ ما لم يأذن به الله في تحريفهم الكلم عن مواضعه، وتحريم الأحبار والرهبان وتحليلهم لهم ما شاؤوا من الأحكام التي تقدم عد جملة منها أصولاً وفروعاً، كما قال تعالى:{اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله}[التوبة: ٣١] ، ولما قال عدي بن حاتم للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«يا رسول الله! إنهم لم يكونوا يعبدونهم، قال: أليسوا يحلون لهم ويحرمون؟ قال: بلى، قال: فتلك عبادتهم لهم» كما هو مبين في السيرة في وفادة عدي؛ وكما فعلوا في إبدال الرجم في الزنا بالتحميم والجلد؛ وفي اتباع ما تتلو الشياطين مع أن فيه إبطال كثير من شرعهم؛ وفي نبذ فريق منهم كتاب الله؛ وفي قولهم:{سمعنا وعصينا}[البقرة: ٩٣] ، وفي اتخاذهم العجل مع النهي عن ذلك - وكل ما شاكله في كثير من فصول التوراة وفيما أشير إليه بقوله:{أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض}[البقرة: ٨٥] إلى غير ذلك، لما كان ذلك قال تعالى جواباً عن طعنهم