للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الماضين، مبكتاً بذلك من أمر قريش بالتعنت من اليهود، فلم يقدروا على إنكار شيء منه ولا توجيه طعن إليه، وخلله ببدائع الحكم، وغرائب المواعظ في أرشق الكلم، وختم ذلك بأعظم داع إلى التقوى، عجب منهم في كونهم لا يذعنون للحق أنفة من المجاهرة بالباطل، أو خوفاً من سوء العواقب، فقال: {وقالوا} ولعله عطف على ما يقدر في حيز قوله {أفلم يهد لهم إلى قوله: إن في ذلك لآيات} من أن يقال: وقد أبوا ذلك ولم يعدوا شيئاً منه آية: {لولا} أي هلا ولم لا {يأتينا} أي محمد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {بآية} أي مثل آيات الأولين {من ربه} المحسن إليه، دالة على صدقه.

ولما تضمن هذا أنهم لم يعدوا شيئاً من هذه البينات - التي أدلى بها على من تقدمه - آية مكابرة، استحقوا الإنكار، فقال: {أولم} أي ألم يأتهم من الآيات في هذا القرآن مما خصصتك به من الأحكام والحكم في أبلغ المعاني بأرشق النظوم ما أعجز بلغاءهم، وأبكم فصحاءهم، فدل قطعاً على أنه كلامي، أو لم {تأتهم بينة ما} أي الأخبار التي {في الصحف الأولى*} من صحف إبراهيم وموسى وعيسى وداود عليهم السلام في التوارة والإنجيل والزبور وغير ذلك من الكتب الإلهية

<<  <  ج: ص:  >  >>