للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وما قاربها، وفي قوله {ولا تعجل بالقرآن} صريحاً، وكذا في مبنى السورة {ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى} {لقالوا} يوم القيامة: {ربنا} يا من هو متصف بالإحسان إلينا {لولا} أي هلا ولم لا {أرسلت} ودلوا على عظمته وعلو رتبته بحرف الغاية فقالوا: {إلينا رسولاً} أي يأمرنا بطاعتك {فنتبع} أي فيتسبب عنه أن نتبع {آياتك} التي يجيئنا بها.

ولما كان اتباعهم لا يستغرق زمان القبل قالوا: {من قبل أن نذل} بالعذاب هذا الذل {ونخزى*} بالمعاصي التي عملناها على جهل هذا الخري فلأجل ذلك أرسلناك إليهم وأقمنا بك حجة عليهم، ونحن نترفق بهم، ونكشف عن قلوب من شئنا منهم ما عليها من الرين بما ننزل من الذكر ونجدد من الآيات حتى نصدق أمرك ونعلي شأنك ونكثر أتباعك وننصر أشياعك.

ولما علم بهذا أن إيمانهم كالمتنع، وجدالهم لا ينقطع، بل إن جاءهم الهدى طعنوا فيه، وإن عذبوا قبله تظلموا، كان كأنه قيل: فما الذي أفعل معهم؟ فقال: {قل كل} أي مني ومنكم {متربص} أي منتظر حسن عاقبة أمره ودوائر الزمان على عدوه {فتربصوا} فإنكم كالبهائم ليس لكم تأمل، ولا تجوزون

<<  <  ج: ص:  >  >>