للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أن يعبد من دون الله فهو مع من عبده، إنهم إنما يعبدون الشياطين ومن أمرتهم بعبادته» وقد أسلم ابن الزبعرى بعد ذلك ومدح النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

ولما كان أقل ما ينكىء من المكروه سماعه، قال: {لا يسمعون حسيسها} أي حركتها البالغة وصوتها الشديد، فكيف بما دونه لأن الحس مطلق الصوت أو الخفي منه كما قال البغوي، فإذا زادت حروفه زاد معناه {وهم} أي الذين سبقت لهم منا الحسنى {في ما} ولما كانت الشهوة - وهي طلب النفس اللذة - لا تكون إلا بليغة، عبر بالافتعال دلالة على عظيم ما هم فيه من اللذة فقال: {اشتهت أنفسهم} في الجنة {خالدون*} أي دائماً أبداً.

ولما كان معنى ذلك أن سرورهم ليس له زوال، أكده بقوله: {لا يحزنهم} أي يدخل عليهم حزناً - على قراءة الجماعة حتى نافع بالفتح، عن حزنه، أو جعلهم حزبين - على قراءة أبي جعفر بضم ثم كسر، من أحزنه - رباعياً، فهي أشد، فالمنفي فيها كونه يكون لهم صفة

<<  <  ج: ص:  >  >>