جميع ما يلقيه أولياء الشيطان {إلى صراط مستقيم*} يصلون به إلى معرفة بطلانه، فيوصلهم ذلك إلى سعادة الدارين {ولا يزال الذين كفروا} أي وجد منهم الكفر وطبعوا عليه {في مرية} أي شك يطلبون السكون إليه {منه} أي من أجل إلقاء الشيطان وما ألقاه، أو مبتدىء منه {حتى تأتيهم الساعة} أي الموت أو القيامة {بغتة} أي فجأة بموتهم حتف الأنف {أو يأتيهم عذاب يوم عقيم*} يقتل فيه جميع أبنائهم منهم ولا يكون لهم فيه شيء مما يترجونه من نصر أو غيره كما سعوا بجدلهم وإلقاء الضلالات في إعقام الآيات، فإذا انكشف لهم الغطاء بالساعة أو العذاب الموصل إلى حد الغرغرة آمنوا دأب البهائم التي لا ترى إلا الجزئيات، فلم ينفعهم ذلك لفوات شرطه، وقد زالت بحمد الله عن هذه الآية - بما قررته الشكوك، وانفضحت مخيلات الشبه، وانقمعت مضلات الفتن، من قصة الغرانيق وما شاكلها مما يتعالى عنه ذلك الجناب الرفيع، والحمى العظيم المنيع، ولم يصح شيء من ذلك كما صرح به الحافظ عماد الدين ابن كثير وغيره كيف وقد منع الشيطان من مثاله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام،