بعلي قدرها، وجلي أمرها، في عظيم فخرها، ما يجل عن الوصف؛ ثم أتبع ذلك ذكر اليوم الذي يكون فيه أثر ذلك على وجه زاد الأمر عظماً فقال:{يوم تشهد عليهم} أي يوم القيامة في ذلك المجمع العظيم {ألسنتهم} إن ترفعوا عن الكذب {وأيديهم وأرجلهم} إن أنكرت ألسنتهم كذباً وفجوراً ظناً أن الكذب ينفعها {بما كانوا يعملون*} من هذا القذف وغيره؛ ثم زاد في التهويل بقوله:{يومئذ} أي إذ تشهد عليهم هذه الجوارح {يوفيهم الله} أي المحيط بكل شيء علماً وقدرة وله الكمال كله {دينهم} أي جزاءهم {الحق} أي الذي يظهر لكل أحد من أهل ذلك المجمع العظيم أنهم يستحقونه، فلا يقدر أحد على نوع طعن فيه {ويعلمون} أي إذ ذاك، لانقطاع الأسباب، ورفع كل حجاب {أن الله} أي الذي له العظمة المطلقة، فلا كفوء له {هو} أي وحده {الحق} أي الثابت أمره فلا أمر لأحد سواه، {المبين*} الذي لا أوضح من شأنه في ألوهيته وعلمه وقدرته وتفرده بجميع صفات الكمال، وتنزهه عن جميع سمات النقص، فيندمون