للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن قصيدة أبي بكر رضي الله تعالى عنه ليس فيها بيت إلا وفيه ذكر الله إما صريحاً وإما بذكر رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أو شيء من دينه، وما ليس فيه شيء من ذلك فهو ىيل إليه لبنائه عليه، وأما نقيضها فلا شيء في ذلك فيها؛ قال ابن إسحاق: قال أبو بكر رضي الله تعالى عنه في غزوة عبيدة بن الحارث.

أمن طيف سلمى بالبطاح الدمائث ... أرقت وأمر في العشيرة حادث

ترى من لؤيّ فرقة لا يصدها ... عن الكفر تذكير ولا بعث باعث

رسول أتاهم صادق فتكذبوا ... عليه وقالوا لست فينا بماكث

إذا ما دعوناهم إلى الحق أدبروا ... وهروا هرير المحجرات اللواهث

فكم قد متتنا فيهم بقرابة ... وترك التقى شيء لهم غير كارث

فإن يرجعوا عن كفرهم وعقوقهم ... فما طيباب الحل مثل الخبائث

وإن يركبوا طغيانهم وضلالهم ... فليس عذاب الله عنهم بلابث

ونحن أناس من ذؤابة غالب ... لنا العز منها في الفروع الأثائث

فأولى برب الراقصات عشية ... حراجيج تخذي في السريح الرثائث

كأدم ظباء حول مكة عكف ... يردن حياض البئر ذاب النبائث

لئن لم يفيقوا عاجلاً عن ضلالهم ... ولست إذا آليت قولاً بحانث

<<  <  ج: ص:  >  >>