أمن آل نعمى أنت غاد فمبكر ... غداة غد أم رائح فمهجر
وهي قريب من تسعين بيتاً، فلما فرغها أعادها ابن عباس وكان حفظها بمرة واحدة، ويكفي الشاعر في التفصي عن ذم هذه الآية له أن لا يغلب عليه الشعر فيشغله عن الذكر حتى يكون من الغاوين، وليس من شرطه أن لا يكون في شعره هزل أصلاً، فقد كان حسان رضي الله تعالى عنه ينشد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثل قوله في قصيدة طويلة مدحه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيها:
كأن سيبئة من بيت رأس ... يكون مزاجها عسل وماء
إذا ما الأشربات ذكرن يوماً ... فهن لطيب الراح الفداء
نوليها الملامة إن ألمنا ... إذا ما كان مغث أو لحاء
ونشربها فتتركنا ملوكاً ... وأسداً ما ينهنهنا اللقاء