فاتبعه كسرى فنجا في شرذمة يسيرة، وافتتح كسرى أبرويز عدة من بلاد أعدائه، وبلغت خيله القسطنطينية وإفريقية. وقد ذكر ابن مسكويه أيضاً ما يمكن أن يكون المراد بالآية، وشرح أسباب ذلك فذكر أن هرمز بن أنوشروان لما بعث بهرام بن بهرام الملقب جوبين إلى ملك الترك وظفر به ثم بابنه، أساء السيرة فيه ولم يأذن له في الرجوع، بل أمره بالتقدم فيما لم يره بهرام صواباً وخاف مخالفته، وقد كان هرمز حسن السيرة جداً أديباً أريباً، داهياً إلا عرقاً قد نزعه أخواله من الترك، فكان لذلك مقصياً للأشراف وأهل البيوتات والعلماء، ولم يكن له رأي إلا في تألف السفلة واستصلاحهم ففسدت عليه نيات الكبراء من جنده، فلما خافه بهرام جمع وجوه عسكره، وخرج عليهم في زي النساء وبيده مغزل وقطن ثم جلس في موضعه ووضع بين يدي كل واحد منهم مغزلاً وقطناً، فامتعضوا لذلك، فقال: إن كتاب الملك ورد عليّ بذلك، فلا بد من امتثال أمره إن كنتم طائعين، فأبوا وخلعوا هرمز، وأظهروا أن ابنه أبرويز أصلح للملك منه، فلما سمع أبرويز بذلك خاف أباه على نفسه، فهرب إلى أذربيجان، ولما بلغ