يشمل الكامل صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولعله صرف الخطاب عنه لما في السياق مما يحمي عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مقامه العالي {استعينوا بالصبر} أي على ما تلقون منهم وعلى الإقبال إليّ لأكفيكم كل مهم {والصلاة} فإنها أكبر معين لأنها أجمع العبادات، فمن أقبل بها على مولاه حاطه وكفاه لإعراضه عن كل ما سواه، لأن ذلك شأن كل كبير فيمن أقبل بكليته عليه.
ولما كانت الصلاة لا تقوم إلا بالصبر اقتصر على التعليل به فقال:{إن الله} أي الذي له الكمال كله {مع الصابرين} أي ومعلوم أن من كان الله سبحانه وتعالى معه فاز. قال الحرالي: وأيسر الصبر صبر النفس عن كسلها بأخذها بالنشاط فيما كلفت به {لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها}[الطلاق: ٧] و {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها}[البقرة: ٢٨٦] فمتى يسر الله سبحانه وتعالى عليها الجد والعزيمة جعل لها فيما كانت تصبر عليه في الابتداء الاستحلاء فيه وخفت عنها وظيفة الصبر، ومتى لم تصبر عن كسلها وعلى جدها تدنست فنالها عقوبات يكون الصبر عليها أشد