قوله {فلا يملكون كشف الضر عنكم}[الإسراء: ٥٦] وما يأتي إن شاء الله تعالى في المرسلات من قوله: {ولا يؤذن لهم فيعتذرون}[المرسلات: ٣٦] علمت سر وجوب النصب هنا لأنه لو رفع لكان المعنى أن موتهم ينبغي إن قضي عليهم أو لم يقض وذلك محال.
ولما كانت الشدائد في الدنيا تنفرج وإن طال أمدها قال:{ولا يخفف عنهم} وأعرق في النفي بقوله: {من عذابها} أي جهنم. ولما كان ربما توهم متوهم أن هذا العذاب خاص بالذين كانوا في عصره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الكفار قال:{كذلك} أي مثل هذا الجزاء العظيم {نجزي} أي بما لنا من العظمة - على قراءة الجماعة بالنون {كل كفور *} أي به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو بغيره من الأنبياء عليهم السلام وإن لم نره لأن ثبوت المعجزة يستوي فيها المسع والبصر، وبنى أبو عمرو الفعل للمفعول إشارة إلى سهولته وتيسره ورفع {كل} .
ولما بيّن عذابهم بين اكتئابهم فقال:{وهم} أي فعل ذلك بهم والحال أنهم {يصطرخون فيها} أي يوجدون الصراخ فيها بغاية ما يقدرون عليه من الجهد في الصياح بالبكاء والنواح. ولما بيّن ذلك بيّن قولهم في اصطراخهم بقوله:{ربنا} أي يقولون: أيها المحسن إلينا {أخرجنا} أي من النار {نعمل صالحاً} ثم أكدوه وفسروه