الصيد، وقرأ الحسن وغيره بكسر الصاد على أنه أمر من المصاداة وهي المعارضة أي عارض بما أنزلناه إليك الخلائق وجادلهم به فإنك تغلبهم لأن الصدق سيف الله في أرضه، ما وضعه على شيء إلا قطعه، وقد انبسط هذا الصدق الذي أشار إليه الصاد على كل صدق في الوجود فاستمال كل من فيه نوع من الصدق، ولهذا قال في السورة التي بعدها) والذي جاء بالصدق وصدق به) [الزمر: ٣٣] فذكر هؤلاء الأنبياء عليهم السلام شاهد وجودي على ما هو معنى الصاد عند العلماء الربانيين من أنه مطابقة ما بين الخلق والأمر، وتسمى سورة داود عليه السلام - كما قاله ابن الجوزي رحمه الله - وحاله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أدل أحوال من فيها من الأنبياء على هذا المقصود، لما كان فيه من الضعف أولا والملك آخرا) بسن الله (الذي يعز من انتمى إليه وإن كان ضعيفا لأن هـ العزيز) الرحمن (الذي له القدرة التامة على أن يرحم بالضراء كما يرحم بالسراء) الرحيم (الذي أكرم أهل وده، بالإعانة على لزوم شكره وحمده.