لو كان البحر مداداً} [الكهف: ١٠٩]{ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام}[لقمان: ٢٧]{يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا}[المائدة: ١٠٩] ويقال للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ناس اختلجوا دونه عن حوضه «إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك؟ فيقول: فسحقاً سحقاً» .
ولما تم ما أراد من الدليل على أن ما ذكره لهم نبأ عظيم هم عنه معرضون بما أخبر به من الغيب مع ما له من الإعجاز، فثبت بذلك ما اقتضى أنه صادق في نسبته إلى الله تعالى، وختم بالتحذير من اتباع إبليس، أمره بالبراءة من طريقه وأن ينفي عن نفسه ما قد يحمل على التقول بقوله:{قل} أي لأمتك: {ما أسئلكم} سؤالاً مستعلياً، وعلق به لا «بأجر» قوله: {عليه} أي على التبليغ والإنذار مما أنتم متعرضون له من الهلاك بالإعراض، فأداة الاستعلاء للاحتراز عن سؤال المودة في القربى وحسن الاتباع فإنهما مسؤولان وهما روح الدين، ولكن سؤالهما ليس مستعلياً على الإبلاغ بحيث إنهما لو انتفيا انتفى، وأعرق في النفي بقوله:{من أجر} أي فيكون لكم في الرد شبهة {وما أنا من المتكلفين *} أي المتحلين بما ليسوا من أهله من قول