إليه السياق من تقديره من وقولي: فأعرضوا - أي هؤلاء العرب - وقالوا - هكذا كان ألأصل ولكنه قال تنبيها على الوصف الذي أوجب إعراضهم:{وقال الذين كفروا} أي ستروا ما دلتهم عليه عقولهم من الحق {لا تسمعوا} أي شيئاً من مطلق السماع {لهذا القرآن} تعييناً بالإشارة احترازاً من غيره من الكتب القديمة كالتوارة، قال القشيري: لأنه يغلب القلوب ويسلب العقول، وكل من استمع له صبا إليه {وألغوا} أي أهذوا من لغي - بالكسر يلغى - بالفتح - إذا تكلم بما لا فائدة فيه {فيه} أي اجعلوه ظرفاً للغو بأن تكثروا من الخرافات والهذيانات واللغو بالمكاء والتصدية أي الصفير والتصفيق وغيرهما في حال تلاوته ليقع تاليه في السهو والغلط، قال القشيري: قالوا ذلك ولم يعلموا أن من نور قلبه بالإيمان وأيد بالفهم وأمد بالبصيرة وكوشف بسماع السر من الغيب، فهو الذي يسمع ويؤمن، والذي هو في ظلمات جهله لا يدخل الإيمان قلبه، ولا يباشر السماع سره.
{لعلكم تغلبون *} أي ليكون حالكم حال من يرجى له أن يغلب ويظفر بمراده في أن يميل إليه أحد، أو يسكت