للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعدم استحقاقهما أو استحقاق شيء غيرهما له فقال: {واسجدوا} ونبه على مزيد عظمته بالإظهار موضع الإضمار فقال: {لله} أي الذي له كل كمال من غير شائبة نقص من أقول أو تجدد حلول {الذي خلقهن} أي الأربعة لأجلكم فهو الذي يستحق الإلهية، وأنث لأن ما لا يعقل حكمه حكم المؤنث في الضمير وهي أيضاً آيات، وفيه إشارة إلى تناهي سفولها عما أهلوها له وذم عابديها بالإفراط في الغباوة، ويمكن أن يكون عد القمر أقماراً لأنه يكون تارة هلالاً وأخرى بدراً وأخرى محواً، فلذلك جمع إشارة إلى قهرهما بالتغيير له في الجرم ولمهما بالتسيير، ولذلك عبر بضمير المؤنث الذي يكون لجمع الكثرة مما لا يعقل.

ولما ظهر أن الكل عبيده، وكان السيد لا يرضى بإشراك عبده عبداً آخر في عبادة سيده قال: {إن كنتم إياه} أي خاصة بغاية الرسوخ {تعبدون *} كما هو صريح قولكم في الدعاء في وقت الشدائد لا سيما في البحر، ومحصل قولكم {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} فإن أشركتم به شيئاً بسجود أو غيره فما خصصتموه بالعبادة لأن السجود

<<  <  ج: ص:  >  >>