للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{إن الذي أحياها} بما أخرج من نباتها الذي كان بلي وتحطم وصار تراباً {لمحيي الموتى} كما فعل بالنبات من غير فرق. ولما كانوا مع إقرارهم بتمام قدرته كأنهم ينكرون قدرته لإنكارهم البعث قال معللاً مؤكداً: {أنه على كل شيء قدير *} لأن الممكنات متساوية الأقدام بالنسبة إلى القدرة، فالقادر قدرة تامة على شيء منها قادر على غيره.

ولما بين أن الدعوة إلى الله أعظم المناصب، وأشرف المراتب، وبين أنها إنما تحصل ببيان دلائل التوحيد التي من اعظمها البعث، وبينه إلى أن كان بهذا الحد من الوضوح، كان مجز التهديد من أعرض عن قبوله: فقال في عبارة عامة له ولغيره، مؤكداً تنبيهاً على أن فعلهم فعل من يظن أنه سبحانه لا يطلع على أعماله: {إن الذين يلحدون *} أي يميلون بصرف المعاني عن القصد وسنن العدل بنحو قولهم {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} ، أو يماحلون باللغو بالمكاء والتصدية وغير ذلك من أنواع اللغط وكل ما يشمله معنى الميل عما تصح إرادته.

ولما كان الاجتراء على الإلحاد قادحاً في الاعتراف بالعظمة، أعاد مظهرها فقال: {في آياتنا} على ما لها من العظمة الدالة على ما لنا

<<  <  ج: ص:  >  >>