للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم علل هذا النهي مهدداً بقوله: مؤكداً تنبيهاً على أن من خالف أمر الله لأجل أحد كان عمله عمل من يظن أنه يحميه: {إنهم} وأكد النفي فقال تعالى: {لن يغنوا عنك} أي لا يتجدد لهم نوع إغناء مبتدىء {من الله} المحيط بكل شيء قدرة وعلماً واصل إليه، وكل ما لا يكون ذا وصلة به فهو عدم {شيئاً} من إغناء إن تبعتهم كما أنهم لن يقدروا لك على شيء من أذى إن خالفتهم وناصبتهم.

ولما كان التقدير: فإنهم ظلمة لا يضعون شيئاً في موضعه، ومن اتبعهم فهو منهم قال تعالى عاطفاً عليه: {وإن} وكان الأصل: وإنهم ولكنه أظهر للاعلام بوصفهم فقال: {الظالمين} أي العريقين في هذا الوصف الذميم {بعضهم أولياء بعض} فلا ولاية - أي قرب - بينهم وبين الحكيم أصلاً لتباعد ما بين الوصفين فكانت أعمالهم كلها باطلة لبنائها على غير أساس خلافاً لمن يظن بها غير ذلك تقيداً بالأمور الظاهرة في هذه الدار {والله} أي الذي له جميع صفات الجلال والجمال والعز والكمال {ولي المتقين *} الذين همهم الأعظم الاتصاف بالحكمة باتخاذ الوقايات المنجية لهم من سخط الله

<<  <  ج: ص:  >  >>