بم أجابهم؟ فقيل:{قال} مصدقاً لهم في سلب علمه بذلك وقدرته عليه، مكذباً لهم في نسبتهم إليه ادعاء شيء منهما وإلى أنفسهم بأنه لا يقع:{إنما العلم} أي المحيط بكل شيء عذابكم وغيره {عند الله} أي المحيط بجميع صفات الكمال، فهو ينزل علم ما توعدون على من يشاء إن شاء ولا علم لي الآن ولا لكم بشيء من ذلك ولا قدرة.
ولما كان العلم المحيط يستلزم القدرة، فكان التقدير: فليست القدرة على الإتيان بعذابكم إلا له سبحانه وتعالى لا لي ولا لغيري، وليس عليّ إلا البلاغ كما أوحى إليّ ربي بقوله سبحانه {إن عليك إلا البلاغ}[الشورى: ٤٨] وقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم من الوعظ بأن أعمالكم أعمال من قد أعرض عن سيده وعرض نفسه للهلاك والعذاب بإشراكه بالمحسن المطلق من لا يكافئه بوجه فهو بحيث يخشى عليه الأخذ، عطف عليه قوله:{وأبلغكم} أي أيضاً في الحال والاستقبال {ما أرسلت} أي ممن لا مرسل في الحقيقة غيره، فإنه يقدر على نصر رسوله {به}