هؤلاء الضلال ما نصبنا في هذه السورة من أعلام الدلائل وواضح الرسائل في المقاصد والوسائل، عاطفاً عليه قوله تعالى رداً لمقطع السورة بتقرير المعاد على مطلعها المقرر للبدء بخلق الكونين بالحق:{أو لم يروا} أي يعلموا علماً هو في الوضوح كالرؤية {أن الله} ودل على هذا الاسم الأعظم بقوله: {الذي خلق السماوات} على ما احتوت عليه مما يعجز الوصف من العبر {والأرض} على ما اشتملت عليه من الآيات المدركة بالعيان والخبر {ولم يعي} أي يعجز، يقال: عيي بالأمر - إذ لم يهتد لوجه مراده أو عجز عنه ولم يطق إحكامه، قال الزجاج: يقال: عييت بالأمر - إذ لم تعرف وجهه، وأعييت: تعبت، وفي القاموس: وأعيى بالأمر: كل {بخلقهن} أي بسببه فإنه لو حصل له شيء من ذلك لأدى إلى نقصان فيهما أو في