هو الوقوف بحكمِ الله والثبات من غير بث ولا استكراه. {كما صبر أولوا العزم} أي الجد في الأمر والحزم في الجد والإرادة المقطوع بها والثبات الذي لا محيد عنه، الذين مضوا في أمر الله مضياً كأنهم أقسموا عليه فصاروا كالأسد في جبلته والرجل الشديد الشجاع المحفوف بقبيلته، قال الرازي في اللوامع: فارقت نفوسهم الشهوات والمنى فبذلوا نفوسهم لله صدقاً لاتفاق النفس القلب على البذل.
ولما تشوف السامع إلى بيانهم قال:{من الرسل} عليهم الصلاة والسلام، وقيل وهو ظاهر جداً: أن «من» للتبعيض، والمراد بهم أصحاب الشرائع الذين اجتهدوا في تأسيس قواعدها وتثبيت معاقدها، ومشاهيرهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وقد نظمهم بعضهم في قوله:
أولو العزم نوح والخليل بن آزر ... وموسى وعيسى والحبيب محمد
والخلاف في تعيينهم كثير منتشر هذا القول أشهر ما فيه، وكله مبني على أن «من» للتبعيض وهو الظاهر، والقول بأنهم جميع الرسل -