للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إجهادهم لأنفسهم بالإصغاء حتى {إذا خرجوا} أي المستمعون والسامعون جميعاً {من عندك قالوا} أي الفريقان عمى وتعاميا واستهزاء. ولما كان مجرد حصول العلم النافع مسعداً، أشار إلى تعظيمه ببنائه لما لم يسم فاعله فقال تعالى: {للذين أوتوا العلم} أي بسبب تهيئة الله لهم بما آتاهم من صفاء الأفهام لتجردهم عن النفوس والحظوظ وانقيادهم لما تدعوا إليه الفطرة الأولى: {ماذا قال} أي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {آنفاً} أي قبل افتراقنا وخروجنا عنه من ساعة - أي أول وقت - تقرب منه، من أنفة الصلاة - بالتحريك، وهو ابتداؤها وأولها، قال أبو حيان: حال، أي مبتدئاً، أي ما القول الذي ائتنفه الآن قبل انفصالنا عنه. ورد كونه ظرفاً بأنه تفسير معنى، وأنه لا يعلم أحداً من النحاة عده في الظروف. وقال البغوي: ائتنفت الأمر: ابتدأته، وأنف الشيء أوله، قال مقاتل: وذلك أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يخطب ويعيب المنافقين، فإذا خرجوا من المسجد سألوا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه استهزاء: ماذا قال محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال ابن عباس رضي الله عنه: وقد سئلت فيمن سئل.

ولما دل هذا من المصغي ومن المعرض على غاية الجمود الدال

<<  <  ج: ص:  >  >>