برد عين الكلمة فإن أصلها «ذوو»{أفنان *} أي جميع فن يتنوع فيه الثمار، وفنن وهو الغصن المستقيم طولاً الذي تكون به الزينة بالورق والثمر وكمال الانتفاع، قال عطاء: في كل غصن فنون من الفاكهة؛ ولهذا سبب عنه قوله:{فبأيّ آلاء ربكما} أي المربي لكما والمحسن إليكما {تكذبان *} أبنعمة الشم من جهة الفوق أو غيرها مما ذكره لكم من وصف الجنة الذي جعل لكم من أمثاله ما تعتبرون به.
ولما كانت الجنان لا تقوم إلا بالأنهار قال:{فيهما عينان} أي في كل واحدة عين {تجريان *} أي في كل مكان شاء صاحبهما وإن علا مكانه كما تصعد المياه في الأشجار في كل غصن منها، وإن زاد علوها جرى على عيني دموعه الجاريتين من خشية الله وذلك على مثال جنان الدنيا، والشمس صاعدة في البروج الشمالية من تكامل المياه وتفجرها عيوناً في أيام الربيع والصيف لقرب العهد بالأمطار {فبأي آلاء ربكما} أي المالك لكما والمحسن إليكما {تكذبان *} أبنعمة الشم من جهة التحت أو غيرها مما ذكره وجعل له في الدنيا أمثالاً كثيراً.
ولما كان بالمياه حياة النبات وزكاؤه، قال ذاكراً أفضل النبات:{فيهما} أي هاتين الجنتين العاليتين، ودل على جميع كل ما يعلم وزيادة بقوله:{من كل فاكهة} أي تعلمونها أو لا تعلمونها {زوجان}