للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لهما في الصحابة، ولأن البطش بها أقوى، فكانت البداءة بها أردع ولأنها آلة السرقة غالبا فناسب عقوبته بإعدام آلتها) (١)

واستدلوا بالسنة و بقول الصحابي والمعقول، والمعتمد قول الصحابي:

أولًا: السنة:

قال عبد الله بن عمرو ((قطع النبي -صلى الله عليه وسلم- سارقًا من المفصل (٢) (٣)

وجه الدلالة: فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- في أنه جعل موضع القطع في السرقة هو: المفصل.

ثانيا: قول الصحابي:

١ - عن مجاهد (٤) في قراءة ابن مسعود: ((والسارق والسارقة فاقطعوا أيمانهما)). (٥)

وجه الدلالة: قراءة ابن مسعود بيانٌ على أن يد السارق التي تقطع هي اليد اليمنى. وهذه القراءة وإن كانت شاذة إلا أن الصحيح عند الحنابلة الاحتجاج بها في الأحكام الشرعية (٦)

٢ - وروي عن أبي بكر وعمر: أنهما قالا: ((إذا سرق السارق فاقطعوا يمينه من الكوع (٧) (٨)


(١) «كشاف القناع» (١٤/ ١٦٩)
(٢) المفصل هو: ما بين الكف والساعد. «المطلع على ألفاظ المقنع» (ص ٤٣٩)
(٣) أخرجه البيهقي في «السنن الكبرى» (٨/ ٤٧٠) رقم (١٧٢٥٠)، وعقب البيهقي بقوله: (قال أبو أحمد: وهذا الحديث عن مالك بن مغول لا أعرفه إلا من رواية خالد عنه)، وقال الزيلعي في «التلخيص الحبير»: (وفي إسناده عبد الرحمن بن سلمة مجهو: ل) (٤/ ٨٦)
(٤) هو: مجاهد بن جبر المكي، أبو الحجاج، ولد سنة (٢١ هـ) روى عن: ابن عباس -رضي الله عنه- فأكثر وأطاب وأخذ القرآن، والتفسير، والفقه. وعن: أبي هريرة -رضي الله عنه-، حدث عنه: عكرمة، وطاووس، قال قتادة: (أعلم من بقي بالتفسير مجاهد). وكان من العباد والمتجردين في الزهاد مع الفقه والورع مات بمكة وهو: ساجد سنة (١٠٢ هـ) أو (١٠٣ هـ). انظر: «مشاهير علماء الأمصار» لابن حبان (ص ١٣٣) «سير أعلام النبلاء» (٤/ ٤٤٩)
(٥) أخرجه البيهقي في «السنن الكبرى»، (٨/ ٤٧٠) رقم (١٧٢٤٧)، والطبري في «جامع البيان» (١٠/ ٢٩٤) رقم (١١٩٠٧) وحكم عليه البيهقي في «السنن الكبرى» بالانقطاع، وابن الملقن في «البدر المنير»، (٨/ ٦٨٤)، وابن حجر في «التلخيص» (٤/ ١٩٦)، وضعفه الألباني في «الإرواء» (٨/ ٨١)
(٦) انظر: «روضة الناظر»، لابن قدامة (١/ ٢٠٤)
(٧) الكوع: هو: رأس اليد مما يلي الإبهام. «النهاية في غريب الحديث والأثر» (٤/ ٢٠٩) مادة (كوع)
(٨) لم أقف عليه مسندًا قال ابن الملقن في «البدر المنير»:: (وهذا غريب عنهما) (٨/ ٦٨٥) وقال ابن حجر في «التلخيص»: (لم أجده عنهما وفي "كتاب الحدود" لأبي الشيخ من طريق نافع، عن ابن عمر: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يقطعون السارق من المفصل) (٤/ ١٩٦)، وأبو الشيخ هو: عبد الله بن محمد بن جعفر المعروف بأبِي الشيخ الأصبهاني. «سير أعلام النبلاء» (١٦/ ٢٧٦)، أبو الشيخ = قال ابن حجر -رحمه الله- في «لسان الميزان» (ثقة) (٩/ ٩٦)، نافع مولى ابن عمر= قال ابن حجر -رحمه الله- في «التقريب» (ثقة ثبت) (ص ٥٥٩)، وأخرج ابن أبي شيبة في «مصنفه»، عن عكرمة ((أن عمر قطع اليد من المفصل)، (٥/ ٥٢٢) رقم (٢٨٦٠١)،، والبيهقي في «السنن الكبرى»، عن عمرو بن دينار، قال: " ((كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقطع السارق من المفصل)، (٨/ ٤٧٠) رقم (١٧٢٥١) وقال الألباني في «الارواء»: (منقطع.) (٨/ ٨٣).

<<  <   >  >>