للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا التعريف جامعٌ مانعٌ كما يظهر للباحثة، لأن العلاقة والرابطة بين النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته، هي رابطة الدين والعقيدة، فمن صحبه في تلك العقيدة فهو صحابي، ومن صحبه على غير ذلك فلا.

شرح التعريف وبيانُ قيوده:

• قوله: (من لقي النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته له أو قصرت، ومن روى عنه أو لم يرو، ومن غزا معه أو لم يغز، ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه، ومن لم يره لعارض كالعمى. (١) ويخرج من لم يلقَاه، وهم المؤمنون الذي كانوا في زمنه ولم يلتقوا به فلا يطلق عليهم لفظ الصحبة.

• قوله: (مؤمنًا)؛ يخرج من لقيه كافرًا ولو أسلم بعد ذلك إذا لم يجتمع به مرةً أخرى. (٢) ويخرج من لقيه مؤمنًا، لكن، بغيره من الأنبياء. (٣)

• قوله: (به)؛ يخرج من لقيه مؤمنًا بغيره، كمن لقيه من مؤمني أهل الكتاب قبل البعثة.

• قوله: (مؤمنًا به)؛ يدخل فيه كل مكلفٍ من الثقلين، الجن، والإنس.

• قوله: (ومات على الإسلام)؛ يخرج من لقيه مؤمنًا به ثم ارتد، ومات على ردته والعياذ بالله. ويدخل فيه من ارتد وعاد إلى الإسلام قبل أن يموت، سواء اجتمع به -صلى الله عليه وسلم- مرةً أخرى أم لا. (٤)

* * *

[المطلب الثاني: معنى مذهب الصحابي.]

مذهب الصحابي: هو: ما نُقِلَ إلينا، وثبت لدينا عن أحد أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من فتوى، أو قضاء في حادثة شرعية، لم يرد فيها نص من كتابٍ، أو سنةٍ، ولم يحصل عليها إجماع. (٥)


(١) «الإصابة في تمييز الصحابة» (١/ ١٥٨)
(٢) المصدر السابق.
(٣) «نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر» (ص: ١٤١)
(٤) انظر: «الإصابة في تمييز الصحابة» (١/ ١٥٨)
(٥) «أثر الأدلة المختلف فيها»، لمصطفى البغا، (٣٣٩)

<<  <   >  >>