للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني: التعريف بمذهب الصحابي.]

وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: معنى الصحابي لغةً واصطلاحًا:

لما كان الصحابة -رضي الله عنهم- هم أول الرواة للشريعة النبوية، وعنهم تلقاها الأمة احْتِيجَ إلى بيان حقيقة الصحابي وعدالته (١) وهذا ما سيتم بيانه بحول الله تعالى.

أولًا: معنى الصحابي لغة:

يطلق الصاحب في اللغة على معانٍ عدة:

• المقارنة والمقاربة: جاء في «معجم مقاييس اللغة» (٢): صَحِبَ الصاد والحاء والباء أصل واحد، يدل على مقارنة شيء ومقاربته من ذلك الصاحب، والجمع الصَّحْب، كما يقال راكبٌ ورَكْبٌ.

• المعاشر: جاء في «لسان العرب» (٣): صَحِبَه يَصْحَبُه صُحْبة، بالضم، وصَحابة، بالفتح، وَصَاحَبَهُ: يقال صاحبه إذا عاشره.

• الملازمة: يقال اسْتَصْحَبَ الرجل: دعاه إلى الصحبة؛ وكل ما لازم شيئا فقد اسْتَصْحَبَهُ.

• الحفظ والمنع: يقال: أَصْحَبَ الرجلَ واصْطَحَبه: حفظه. قال تعالى: {وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ} (٤) أي يمنعون. (٥)

ثانيًا: معنى الصحابي اصطلاحًا:

* عرفه الإمام البخاري -رحمه الله- بقوله: (من صحب النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو رآه من المسلمين، فهو من


(١) «إجابة السائل شرح بغية الآمل»، للأمير الصنعاني، (ص: ١٢٨)
(٢) انظر: (٣/ ٣٣٥)، مادة (صحب).
(٣) انظر: (١/ ٥٢١، ٥١٩)، مادة (صحب).
(٤) [سورة الأنبياء: ٤٣]
(٥) قاله ابن عباس -رضي الله عنه- «الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي، (١١/ ٢٩١)

<<  <   >  >>