للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ - وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((يأتي زمان يغزو فئام (١) من الناس فيقال: فيكم من صحب النبي -صلى الله عليه وسلم- فيقال: نعم فيفتح عليه، ثم يأتي زمان فيقال: فيكم من صحب أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فيقال: نعم فيفتح ثم يأتي زمان فيقال: فيكم من صحب صاحب أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فيقال: نعم فيفتح)) (٢)

قال ابن تيمة -رحمه الله-: (هذه الخاصية لا تثبت لأحد غير الصحابة؛ ولو كانت أعمالهم أكثر من أعمال الواحد من أصحابه -صلى الله عليه وسلم-.) (٣)

ثالثاً: نصوص السلف في الثناء على الصحابة.

١ - قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: ((إن الله -عز وجل- نظر في قلوب العباد، فاختار محمدًا، فبعثه برسالاته، وانتخبه بعلمه، ثم نظر في قلوب الناس بعده، فاختار له أصحابه، فجعلهم أنصار دينه، ووزراء نبيه -صلى الله عليه وسلم-، فما رآه المؤمنون حسنًا فهو: عند الله حسن، وما رآه المؤمنون قبيحًا فهو: عند الله قبيح)). (٤)

٢ - وما كتبه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى أهل الكوفة (٥): ((إني قد بعثت إليكم عمار بن ياسر أميرًا، وعبد الله بن مسعود معلمًا ووزيرًا، وهما من النجباء من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-، من أهل بدر


(١) الفئام: هم الجماعة من الناس. انظر: «لسان العرب» (١٢/ ٤٤٧)
(٢) متفق عليه. أخرجه البخاري في «صحيحه»، كتاب الجهاد والسير، باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب، (٤/ ٣٧) رقم (٢٨٩٧)، ومسلم في «صحيحه»، كتاب فضائل الصحابة -رضي الله عنهم-، باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، (٤/ ١٩٦٢) رقم (٢٥٣٢)
(٣) «مجموع الفتاوى»، (٤/ ٤٦٥)
(٤) أخرجه أبو داود الطيالسي في «مسنده» (١/ ١٩٩) رقم (٢٤٣) وأحمد في «مسنده» (٦/ ٨٤) رقم (٣٦٠٠) والطبراني في «المعجم الكبير» (٩/ ١١٨) رقم (٨٥٨٢)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (١/ ١٧٨) (رجاله موثقون.)
(٥) الكوفة: هي المدينة المعروفة بالعراق وسميت بذلك لأنّ سعدا لمّا افتتح القادسيّة نزل المسلمون الأنبار فآذاهم البقّ، فخرج، فارتاد لهم موضع الكوفة، وقال: تكوّفوا فى هذا الموضع، أى اجتمعوا. وعدد سكانها ٣٥ ألف نسمة على شاطئ نهر الفرات وتشتهر ببساتين النخيل والزروع وبها أقدم مسجد وهو: المسجد الجامع ويعرف بمسجد الكوفة. انظر: «معجم ما استعجم» للبكري (٤/ ١١٤١) و «موسوعة المدن العربية والإسلامية» للدكتور يحيى شامي (ص ٨٠)

<<  <   >  >>