للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب الحادي عشر: مقدار دية الترقوة. (١)

اختلف فقهاء الحنابلة في ذلك على روايتين:

الرواية المعتمدة: في الترقوة إذا كسرت بعير فتكون في الترقوتين بعيران.

* قال ابن قدامة -رحمه الله- (في كل ترقوة بعير. وهذا قول عمر بن الخطاب) (٢)

* وقال المرداوي -رحمه الله-: (قوله: وفى الترقوتين بعيران. هذا المذهب) (٣)

* وقال البهوتي -رحمه الله-: (وفي الترقوتين .... بعيران وفي أحدهما بعير والترقوة: العظم المستدير حول العنق من النحر إلى الكتف لكل آدمي ترقوتان روى سعيد عن عمر قال: في الضلع جمل وفي الترقوة جمل) (٤)

استدلوا على هذه الرواية بقول الصحابي:

عن أسلم مولى عمر بن الخطاب (٥)؛ ((أن عمر بن الخطاب قضى في الضرس بجمل، وفي الترقوة بجمل، وفي الضلع بجمل)) (٦)

وجه الدلالة: أن الصحابي عمر -رضي الله عنه- قضى في الترقوة جملًا واحدًا. وخطب به على المنبر بحضرة الصحابة -رضي الله عنهم- ولا يوجد له منهم مخالف. (٧)


(١) الترقوة: هي: العظم الذي بين ثغرة النحر، والعاتق. «المطلع على ألفاظ المقنع» (ص ٤٤٩)
(٢) «المغني» (١٢/ ١٧٣)
(٣) «الإنصاف» (٢٦/ ٣٦)
(٤) «كشاف القناع» (١٣/ ٤٣٩)
(٥) هو: أسلم مولى عمر بن الخطاب العدوي، أبو زيد، ويقال: أبو خالد. سمع أبا بكر، وعمر، -رضي الله عنهما-، روى عنه: القاسم بن محمد، ومسلم بن جندب، اشتراه عمر -رضي الله عنه- بمكة لما حج بالناس سنة إحدى عشرة في خلافة الصديق وكان من الأشعريين قال العجلي مدني تابعي ثقة من كبار التابعين، مات سنة (٨٠ هـ) قاله أبو عبيد. «تاريخ الإسلام» (٢/ ٧٩١) «التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة» (١/ ١٧٧)
(٦) أخرجه الإمام مالك في «الموطأ»،، (٥/ ١٢٦٣) رقم (٣١٩٩) والشافعي في «مسنده»، (٣/ ٣١٥) رقم (١٦٦٢)، وعبد الرزاق في «مصنفه» (٩/ ٣٦٧) رقم (١٧٦٠٧) و، (٩/ ٣٦١) رقم (١٧٥٧٨)، و ابن أبي شيبة في «مصنفه»، (٥/ ٣٨٠) رقم (٢٧١٣٥) و (٥/ ٣٦٥) رقم (٢٦٩٥٥)، وابن حزم «المحلى»، (١١/ ٨٣) والبيهقي، «السنن الكبرى» (٨/ ١٧٣) رقم (١٦٣٣٣)، وابن عبد البر في «الإستذكار»، (٢٥/ ١٤٢) رقم (١٦٠٤): وقال ابن حزم عقب الاثر: (هذا إسناد في غاية الصحة عن عمر بن الخطاب يخطب به على المنبر بحضرة الصحابة -رضي الله عنهم- لا يوجد له منهم مخالف.) (١١/ ٨٣) وصححه الألباني في «الإرواء»، (٧/ ٣٢٧)
(٧) «المحلى» لابن حزم (١١/ ٨٣)

<<  <   >  >>