للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ - وقال تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (٨) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٩)} (١). (٢).

فهذان الصنفان، الفاضلان الزكيان، هم الصحابة الكرام، والأئمة الأعلام، الذين حازوا من السوابق والفضائل والمناقب ما سبقوا به من بعدهم، وأدركوا به من قبلهم، فصاروا أعيان المؤمنين، وسادات المسلمين، وقادات المتقين. (٣)

ثانيًا: مكانة الصحابة في السنة النبوية:

ورد في السنة النبوية، على لسان النبي -صلى الله عليه وسلم-، الصادق الأمين، بيان فضل أصحابه والنهي عن سبهم أو التنقص منهم؛ ومن ذلك:

١ - عن أبي سعيد الخدري (٤) -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد (٥) ذهبًا ما بلغ مد (٦) أحدهم ولا نصيفه)). (٧)


(١) [سورة الحشر: ٨].
(٢) [سورة الحشر: ٩].
(٣) «تيسير الكلام المنان» للسعدي (ص: ٨٥٠)
(٤) هو: سعد بن مالك بن سنان الأنصاري الخدري. أبو سعيد، روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وعمر بن الخطاب. -رضي الله عنه- وروى عنه: ابن عباس وابن عمر -رضي الله عنهما- كان من الحفاظ المكثرين، استُصْغِر يوم أحد، واستشهد أبوه بها، وغزا ما بعدها، مات سنة (٧٤ هـ). «الاستيعاب في معرفة الأصحاب» في معرفة الأصحاب» (٤/ ١٦٧٢) و «الإصابة في تمييز الصحابة» (٣/ ٦٥)
(٥) أُحُدْ: بضم الهمزة والحاء المهملة، وآخره دال مهملة: اسم الجبل الذي كانت عنده الغزوة الشهيرة، ويتكون من صخور الجرانيتية الحمراء ويقع شمال المدينة ويبعد عن المسجد النبوي بخمسة كيلو متر، ويحفه مسايل الأودية من كل النواحي. انظر: «معجم البلدان» للحموي (١/ ١٠٩) و انظر: «المدينة بين الماضي والحاضر» للعياشي (ص: ٥٢٢)
(٦) المُد: مكيال وهو رطل وثلث عند أهل الحجاز، وعند أهل العراق رطلان. وبالتقديرات المعاصرة، يكون المد (٥١٠) جرامًا عند أهل الحجاز، و (٥، ٨١٢) جرامًا عند أهل العراق. انظر: «المطلع على ألفاظ المقنع») ص: ٤٧)، و «المكاييل والموازيين الشرعية»، د. علي جمعة، (ص: ٢٠)
(٧) متفق عليه. أخرجه البخاري في «صحيحه»، كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لو كنت متخذا خليلًا، (٥/ ٨) رقم (٣٦٧٣)، ومسلم في «صحيحه»، كتاب فضائل الصحابة، باب تحريم سب الصحابة -رضي الله عنهم- (٤/ ١٩٦٧) رقم (٢٥٤٠)

<<  <   >  >>