المسائل الفقهية التي بناها الحنابلة في مذهبهم على الاحتجاج بمذهب الصحابي - من أول كتاب النكاح إلى نهاية كتاب الإقرار)

المبحث الثالث المسائل المبنية على مذهب الصحابي عند الحنابلة في كتاب الأطعمة والأيمان والقضاء والفتيا - المطلب السابع: حكم القاضي لنفسه. - ص: 206

حكمك أجلسني، وخصمي مجلسًا قال: فقصا عليه القصة قال: فقال زيد لِأُبَيٍّ اليمين على أمير المؤمنين، فإن شئت أعفيته قال: فأقسم عمر -رضي الله عنه- على ذلك، ثم أقسم له لا تدرك باب القضاء حتى لا يكون لي عندك على أحد فضيلة)) (١)

٢ - وقال الشعبي: (ساوم عمر رجلًا بفرس، فحمل عليه عمر فارسا من قبله لينظر إليه، فعطب الفرس (٢). فقال عمر: هو: مالك، وقال الآخر: بل هو: مالك! قال: فاجعل بيني وبينك من شئت، قال: اجعل بيني وبينك شريحا العراقي! فأتياه، فقال عمر: إن هذا قد رضي بك، فقص عليه القصة، فقال شريح لعمر: خذ بما اشتريت، أو رد كما أخذت. فقال عمر: وهل القضاء إلا ذلك! فبعثه عمر قاضيًا)) (٣)

٣ - وعن إبراهيم بن يزيد التيمي، (٤) عن أبيه (٥)، قال: ((وجد علي بن أبي طالب درعًا له

---

(١) أخرجه البيهقي في «السنن الكبرى»، (١٠/ ٢٤٣) رقم (٢٠٥١٠) من طريق أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، ثنا أحمد بن مهران، ثنا علي بن الجعد، أنبأ شعبة عن سيار قال: سمعت الشعبي .... ، أبو عبد الله الحافظ هو: الحاكم = تقدم، محمد بن عبد الله الصفار = قال الذهبي -رحمه الله- في «سير أعلام النبلاء» (الشيخ الإمام المحدث القدوة) (١٥/ ٤٣٧)، أحمد بن مهران = ذكره ابن حبان -رحمه الله- في «الثقات» ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. (٨/ ٤٨)، علي بن الجعد، = قال ابن حجر -رحمه الله- في «التقريب» (ثقة ثبت، رمي بالتشيع). (ص ٣٩٨)، شعبة بن الحجاج = قال ابن حجر -رحمه الله- في «التقريب» (ثقة حافظ، متقن) (ص ٢٦٦)، سيار بن أبي سيار = قال ابن حجر -رحمه الله- في «التقريب» (ثقة) (ص ٢٦٢)، الشعبي= تقدم أنه ثقة وكان يرسل.
(٢) العطب: هو: الهلاك. وعطب البعير والفرس: انكسر أو قام على صاحبه. انظر: «الصحاح» (١/ ١٨٤) «تاج العروس» (٢/ ٢٤٣)
(٣) أخرجه عبد الرزاق في «مصنفه» (٨/ ٢٢٤) رقم (١٤٩٧٩) من طريق ابن عيينة عن زكريا، عن الشعبي … ، وابن أبي شيبة في «مصنفه»، (٧/ ٢٧١) رقم (٣٦٠٠٦)، والبيهقي في «السنن الكبرى»، (٥/ ٤٥٠) رقم (١٠٤٦٣)، سفيان ابن عيينة = تقدم أنه ثقة حافظ فقيه إمام حجة إلا أنه تغير حفظه بأخرة، زكريا بن أبي زائدة= تقدم قريبًا، الشعبي= تقدم أنه ثقة وكان يرسل.
(٤) هو: إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي، أبو أسماء، يروي عن: عمر، وأبي ذر -رضي الله عنهما-. أخذ عنه: الحكم، وإبراهيم النخعي، وحديثه في الدواوين الستة.، وكان شابًا، صالحًا، قانتًا لله، عالمًا، فقيهًا، كبير القدر، عابد الكوفة وكان أبوه من أئمة الكوفة أيضا. واعظًا. مات سنة (٩٢ هـ)، وقيل (٩٤ هـ) انظر: «سير أعلام النبلاء» (٥/ ٦٠) «غاية النهاية في طبقات القراء» لابن الجزري (١/ ٢٩).
(٥) هو: يزيد بن شريك بن طارق التيمي من تيم الرباب لا تيم قريش. وهو: والد إبراهيم التيمي، روى عن: عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- روى عنه: ابنه إبراهيم التيمي، وإبراهيم النخعي وكان ثقة يسكن الكوفة مات ما بين سنة (٧١ - ٨٠ هـ) انظر: «تاريخ بغداد» (١٦/ ٤٨١) «تاريخ الإسلام» (٢/ ٨٨٩)