للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واستدلوا بقول الصحابي والمعقول:

أولًا: قول الصحابي

عن سليمان بن يسار (١)، ((أن ابن عمر زوج ابنًا (٢) له ابنة أخيه (٣) عبيد الله بن عمر (٤)، وابنه صغير يومئذ ولم يفرض لها صداقًا، فمكث الغلام ما مكث، ثم مات، فخاصم خال الجارية (٥) ابن عمر إلى زيد بن ثابت، فقال ابن عمر لزيد: «إني زوجت ابني، وأنا أحدث نفسي أن أصنع به خيرًا، فمات قبل ذلك، ولم يفرض للجارية صداقًا. فقال زيد: فلها الميراث إن كان للغلام مال، وعليها العدة، ولا صداق لها)). (٦)

وجه الدلالة: فعل ابن عمر -رحمه الله- فيه دليل على إجازة الأب في تزويج ابنه الصغير فلم يُبْطِل ذلك.

ثانيًا: المعقول:


(١) هو: سليمان بن يسار مولى ميمونة بنت الحارث أبو أيوب، ولد في خلافة عثمان -رضي الله عنه- وهو: أخو عطاء بن يسار، روى عن: ابن عباس وأبي هريرة و روى عنه الزهري وقتادة. وهو: الفقيه، الإمام، عالم المدينة، ومفتيها، مات سنة (١٠٧ هـ)، «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (٤/ ١٤٩) و «سير أعلام النبلاء» (٤/ ٤٤٤)
(٢) هو عبيد الله بن عبد الله بن عمر.
(٣) إسم البنت حفصة بنت عبيد الله بن عمر. انظر: «الطبقات الكبرى»، (٥/ ٤٤٦)، وذكر ابن أبي شيبة في «مصنفه»، (٣/ ٥٥٥) رقم (١٧١١٢) أمها وهي: أسماء بنت زيد بن الخطاب
(٤) هو: عبيد الله بن عمر بن الخطاب. ولد على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال ابن عبد البر -رحمه الله-: (لا أحفظ له رواية عنه ولا سماعًا منه، وكان من أنجاد قريش وفرسانهم) وثبت أنه غزا في خلافة أبيه، قتل بصفين مع معاوية، وكان على الخيل يومئذ، ورثاه أبو زيد الطائي سنة (٣٦ هـ). انظر: «الاستيعاب في معرفة الأصحاب»» (٣/ ١٠١٠)، «الإصابة في تمييز الصحابة» (٥/ ٤١)
(٥) هو: عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب. ذكره عبد الرزاق في «مصنفه»، (٦/ ٢٩٢) رقم (١٠٨٨٩).
(٦) أخرجه سعيد بن منصور في «سننه»، (١/ ٢٦٦) رقم (٩٢٥)، ومالك في «الموطأ»، (٣/ ٧٥٣) رقم (١٩٢٣)، وعبد الرزاق في «مصنفه»، (٦/ ٢٩٢) رقم (١٠٨٨٩)، وابن أبي شيبة في «مصنفه»، (٣/ ٥٥٥) رقم (١٧١١٢)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (٧/ ٤٠٢) رقم (١٤٤١٩)، وصححه زكريا بن غلام في كتابه «ما صح من آثار الصحابة»، (٣/ ٩٨٨)

<<  <   >  >>