للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واستدلوا بقول الصحابي والمعقول:

أولًا: قول الصحابي:

قال خالد بن سعيد الأموي (١): ((كان جندب بن عمرو بن حممة الدوسي (٢) قدم المدينة مهاجرًا ثم أتى الشام (٣) غازيًا وخلف ابنته (٤) عند عمر بن الخطاب وقال: إن حدث بي حدث فزوجها كفؤا ولو بشراك نعله، فكان يدعوها ابنتي وتدعوه أبي، فلما استشهد أبوها قال عمر: من يتزوج الجميلة الحسيبة؟ فقال عثمان: أنا، فزوجه إياها على صداق بذله، فأتاها به عمر فوضعه في حجرها، فقالت: ما هذا؟ قال مهرك، فنفحت به (٥)، فأمر حفصة (٦) فأصلحت من شأنها، ودخل بها عثمان فولدت له. وكان يقول: ما شيء أحببته في امرأة إلا وهو فيها، وتزوج عثمان -رضي الله عنه- ابنة شيبة بن ربيعة (٧) علي ثلاثين ألفا ويقال أربعين


(١) هو: خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص القرشي الأموي، أخو إسحاق بن سعيد روى عن: بديح مولى عبد الله بن جعفر، وأبيه سعيد بن عمرو بن سعيد، وعنه: عبد الله بن المبارك، وعبد الله بن عمر بن أبان. روى له البخاري حديثًا واحدًا مات ما بين سنة (١٧١ هـ-١٨٠ هـ). «تهذيب الكمال» (٨/ ٨١)، «تاريخ الإسلام» (٤/ ٦١٣)
(٢) هو: جندب بن عمرو بن حممة الدوسي، حليف بني أمية، قتل بأجنادين سنة (١٣ هـ) «أسد الغابة في معرفة الصحابة» (١/ ٥٦٨)، و «الإصابة في تمييز الصحابة» (١/ ٦١٤)
(٣) الشام: بفتح أوّله، وسكون الهمز، والشأم، بفتح الهمز، وحدّها من الفرات إلى العريش المتاخم للدّيار المصريّة، وأمّا عرضها فمن جبلي طيّء من نحو القبلة إلى بحر الروم. وهي اليوم من أعمر بلاد العرب، ذات قرى متراصة يكاد بعضها يمس بعضًا، ذات أنهار جارية ومزارع خضرة نضرة. «معجم البلدان» (٣/ ٣١١)، «معجم المعالم الجغرافية»، للبلادي (ص ١٦٧)
(٤) هي: أم أبان تزوجها عثمان وولدت له عمرو. سبقت ترجمتها قريبًا.
(٥) نفحت به: أي رمته. انظر: «النهاية في غريب الحديث والأثر» مادة نفخ، (٥/ ٩٠)
(٦) هي: حفصة بنت عمر بن الخطاب -رضي الله عنها- زوج النبي -صلى الله عليه وسلم-. روت عن: النبي -صلى الله عليه وسلم- وعن أبيها -رضي الله عنها-، روى عنها: أخوها عبد الله، وابنه حمزة، كانت من المهاجرات، وكانت تحت خنيس بن حذافة، وهو: ممن شهد بدرًا، وتوفي بالمدينة، اختلف في وفاتها قيل (٤١ هـ) وقيل (٤٥ هـ) «الاستيعاب في معرفة الأصحاب» (٤/ ١٨١١) و «الإصابة في تمييز الصحابة» (٨/ ٨٦)
(٧) هي: رملة بنت شيبة بن ربيعة، كانت من المهاجرات، هاجرت مع زوجها عثمان بن عفان -رضي الله عنه- قال ابن حجر: (ولعله عثمان بن أبي العاص بقرينة قولها بوج، وهي الطائف، وعثمان بن أبي العاص من أهل الطائف). يقصد حينما قالت لها هند بنت عتبة: لحي الرحمن صابئة بوج .... ومكة عند أطراف الحجون، انظر: «الاستيعاب في معرفة الأصحاب» (٤/ ١٨٤٦). «الإصابة في تمييز الصحابة» (٨/ ١٤٢)

<<  <   >  >>