للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وابتلي به المسلمون ليتبين من يصبر على أمر الله وحكمه (١) ممّن يفرّ عن طاعته وجهاد عدوِّه.

وكان مبدأُ رحيل غازان فيمن معه من أرض الشام وأراضي (٢) حلب يوم الاثنين، حادي عشر جمادى الأولى، يوم دخلت مصر (٣) واجتمعت بالسلطان وأمراء المسلمين، وألقى الله في قلوبهم من الاهتمام بالجهاد ما ألقاه، فلمّا ثبَّت الله قلوبَ المسلمين صرف العدوَّ، جزاءً ومنَّةً (٤)، وبيانًا أنّ النية الخالصة والهمَّة الصَّادقة ينصر الله بها، وإن لم يقع الفعل، وإن تباعدت الدِّيار.

وذكر أنَّ الله تعالى فرَّق بين قلوب هؤلاء المُغْل والكرْج وألقى بينهم تباغضًا وتعاديًا، كما ألقى سبحانه عام الأحزاب بين قريش وغطفان، وبين اليهود. كما ذكر ذلك أهل المغازي (٥). فإنّه لم (٦) يتَّسع هذا المكان لأنْ نَصِفَ فيه قصة الخندق، بل من طالعها علم صحة ذلك، كما (٧) ذكره أهل المغازي، مثل عروة بن الزبير، والزُّهريِّ، وموسى بن عُقبَة، وسعيد بن يحيى الأموي، ومحمد بن عائذ، ومحمد بن إسحاق، والواقدي، وغيرهم.


(١) (ق): «وحكمته».
(٢) (ك): «أراضي»، (ف): «إلى أراضي».
(٣) بعده في (ف): «عقيب الأسكر»، و (ك): «عقيب العسكر».
(٤) في غير الأصل: «جزاءً مِنْه ... ».
(٥) انظر «السيرة النبوية»: (ق ٢/ ٣/٢٣٠ - ٢٣١) لابن هشام.
(٦) سقطت من (ف).
(٧) (ف، ك): «كما قد».

<<  <  ج: ص:  >  >>