للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم تبقّى بالشام (١) بقايا، سار إليهم من عسكر دمشق أكثرهم، مضافًا إلى عسكر حماة وحلب، وما هنالك. وثبت المسلمون بإزائهم، وكانوا أكثر من المسلمين بكثير، لكن في ضعف شديد، وتقرّبوا [ق ٦٦] إلى حماة وأذلَّهم الله تعالى، فلم يَقْدموا على المسلمين قط، وصار من المسلمين من يريد الإقدام عليهم، فلم يوافقه غيره، فجرت مناوشات صغار، كما كان قد جرى (٢) في غزوة الخندق، حيث قَتَل عليُّ بن أبي طالب ــ رضي الله عنه ــ فيها عَمْرو بن عبد وُدٍّ العامريَّ لما اقتحم الخندق هو ونفرٌ قليل من المشركين.

كذلك صار يتقرَّبُ بعضُ العدوّ فيكسرهم المسلمون، مع كون العدوِّ المتقرِّب أضعافَ من قد يسري (٣) إليه من المسلمين، وما من مرّة إلا وقد كان المسلمون مستظهرين (٤)، وساق المسلمون خلفهم في آخر النوبات، فلم يدركوهم إلا عند عبور الفرات، وبعضهم في جزيرةٍ فيها، فرأوا أوائلَ المسلمين فهربوا منهم وخالطوهم، وأصاب المسلمون بعضَهم (٥).

وكان عبورهم وخلوّ الشام منهم في أوائل رجب، بعد أن جرى ما بين عبور غازان أوَّلًا وهذا العبور رَجَفات ووَقَعات صغار، وعزمنا على الذهاب إلى حماة غير مرّة لأجل الغزاة، لمّا بلغنا أنّ المسلمين يريدون غَزْوَ الذين


(١) (ق، ف): «تبقى منهم ... »، (ك): «تبقى بالشام منهم».
(٢) (ق، ك): «كما قد كان يجري».
(٣) (ف، ك): «سرى».
(٤) (ف، ك): «مستظهرون». وكتب في هامش (ك): لعله «مستظهرين».
(٥) بعده في بقية النسخ: «وقيل: إنه غرق بعضهم».

<<  <  ج: ص:  >  >>