للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عاملة (١) ونواحيه.

ولما خرجت العساكر الإسلامية من الديار المصرية، ظهر فيهم من الخزي والنكال ما عرفه الناس منهم. ولما نصر الله الإسلام النُّصرة العظمى عند قدوم السلطان، كان بينهم شبيه بالعزاء.

كل هذا، وأعظم منه، عند هذه الطائفة التي كانت من أعظم الأسباب في خروج جَنكِخان إلى بلاد الإسلام، وفي استيلاء هُولاكو على بغداد، وفي قدومه إلى حلب، وفي نَهْب الصَّالحية (٢)، وفي غير (٣) ذلك من أنواع العداوة للإسلام وأهله؛ لأن عندهم أَنّ كلّ من لم يوافقهم على ضلالهم فهو كافر مرتد. ومن استحلّ الفُقَّاع (٤) فهو كافر. ومن مسح على الخُفّين فهو عندهم كافر. ومن حَرَّم المتعة فهو عندهم كافر. ومن أحبَّ أبا بكْر أَو عمر، أَو عثمان، أو ترضَّى عنهم أو عن (٥) جماهير الصحابة، فهو عندهم كافر. ومن لم


(١) جبل عاملة أو عامل بحذف تاء التأنيث تخفيفًا، وعاملة نسبة إلى قبيلة عاملة بن سبأ اليمانية: جبل كبير قرب صيدا في جنوب لبنان، فيه بلدات وقرى عديدة، وغالب من يسكنه من الشيعة الإمامية. انظر «خطط جبل عامل» لمحسن الأمين.
(٢) انظر «تاريخ الإسلام»: (٥٢/ ٨١ - ٨٢) للذهبي، و «البداية والنهاية»: (١٧/ ٧٣٠)، وما سبق (ص ٢٣٣).
(٣) (ف): «وغير».
(٤) «الفُقَّاع» كرُمَّان. شراب يُتخذ من الشعير يُخمّر حتى تعلوه فقاعاته. انظر «لسان العرب» (٨/ ٢٥٦). وانظر جواب الشيخ في جواز شربها لأنها غير مسكرة في «الفتاوى»: (٣٥/ ٢١٠).
(٥) (ف): «وعن».

<<  <  ج: ص:  >  >>