للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك «التمثيل» منفيٌّ (١) بالنصِّ والإجماع القديم، مع دلالة العقل على نفيه ونفي التكييف، إذ كُنْهُ الباري غير معلومٍ للبشر، وذكرتُ في ضمن ذلك كلامَ الخطَّابي الذي نقل أنه مذهبُ السَّلف، وهو: إجراءُ آيات الصِّفات وأحاديثها على ظاهرها، مع نفي الكيفية والتشبيه عنها، إذ الكلام في الصِّفات فرعٌ عن (٢) الكلام في الذَّات، يُحْتَذَى (٣) فيه حذوه، ويُتَّبَعُ فيه مثالُه. فإذا كان إثباتُ الذَّاتِ إثباتَ وجودٍ لا إثباتَ تكييف= فكذلك إثباتُ الصِّفات (٤) إثبات وجود لا إثبات تكييف.

فقال أحدُ كبراء المخالفين (٥): فحينئذٍ يجوز أن يُقال: هو جسم، لا (٦) كالأجسام!

فقلتُ له أنا وبعضُ الفضلاء (٧): إنِّما قيل: إنَّه يوصَفُ الله بما وصفَ به نفسَه، وبما وصفه به رسوله، وليس في الكتاب والسنَّة [ق ٧٨] أنَّ الله جسم، حتَّى يلزم هذا السؤال.


(١) (ف، ك): «ينفي».
(٢) الأصل و (ب، ق، ك): «على».
(٣) (ف): «محتذى».
(٤) (ب، ق): «إثبات كيفية فكذلك ... »، (ف): «فكذلك الصفات».
(٥) (ب، ق): «المجلس» بدل «المخالفين»، (طف): «كبار».
(٦) «لا» ليست في (ف).
(٧) (ب، ق): «فقلت له وبعض .. »، (ف، ك، طف): «الفضلاء الحاضرين».

<<  <  ج: ص:  >  >>