للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقلتُ: لم يُصَنَّف في أخبار الأشعريِّ المحمودة كتابٌ مثل هذا، وقد ذكرَ فيه لفظَه الذي ذكره في كتاب «الإبانة».

فلمَّا انتهيتُ إلى ذكر المعتزلة، سأل الأميرُ عن معنى المعتزلة؟

فقلتُ: كان (١) الناسُ في قديم الزمان قد اختلفوا في الفاسق المِلِّيِّ ــ وهو أوَّل اختلاف (٢) حدث في الملَّة ــ هل هو كافرٌ أو مؤمن؟ فقالت الخوارج: إنَّه كافر، وقالت الجماعةُ: إنَّه مؤمن.

فقالت طائفةٌ: نقول: هو فاسقٌ، لا كافر ولا مؤمن، نُنْزِله منزلةً بين المنزلتين، وخلَّدوه (٣) في النار، واعتزلوا حَلْقة الحسن البصري وأصحابه، فسُمُّوا معتزلةً.

فقال الشيخ الكبير ــ بِجَبَهٍ (٤) وردٍّ ــ: ليس كما قلت، ولكن أول مسألة اختلف فيها المسلمون: مسألة الكلام، وسُمِّي المتكلمون [ق ٨٣] متكلِّمين لأجل تكلُّمهم في ذلك، وكان أوَّلُ من قالها: عَمْرو بن عُبَيد، ثم خلفه بعد موته عطاءُ بن واصل.


(١) (ب، ق): «كانوا».
(٢) (ب، ق): «خلاف».
(٣) (ف، ط): «منزلتين»، (ف، ك): «وخلوده».
(٤) الأصل و (ف): «بحبه» بحاءٍ مهملة، و (طف): «بجبته وردائه»! والمثبت من (ب، ق، ك) هو الصواب. قال في «تاج العروس»: (١٩/ ٢٨): «جَبَهَه، كَمَنَعَه، ومن المجاز: جَبَهَ الرجلَ يَجْبَهُه جَبْهًا إذا ردَّه عن حاجته .. وفي المحكم: جَبَهتُه إذا استقبلته بكلامٍ فيه غلظة، وجبهتُه بالمكروه إذا استقبلته به» اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>