للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقلتُ لمن خاطبني من أكابر الشافعية: لأُبيننَّ (١) أنَّ ما ذكرتُه هو قولُ السَّلف، وقولُ أئمة أصحاب الشافعيِّ، وأذكرُ قولَ الأشعريِّ وأئمة أصحابه التي ترُدُّ على هؤلاء الخصوم، ولينتصرنَّ كلُّ شافعيٍّ، وكلُّ من قال بقول الأشعريِّ الموافقِ لمذهب السَّلف، وأُبيِّنُ أنَّ القولَ المحكيَّ عنه في تأويل الصِّفات الخبريّة قولٌ لا أصلَ له في كلامه، وإنَّما هو قولُ طائفةٍ من أصحابه. فللأشعرية قولان، ليس للأشعريِّ قولان.

ولما ذكرتُ في المجلس أنَّ جميعَ أسماء الله التي يُسمَّى (٢) بها المخلوق، كلفظ «الوجود» الذي هو مقولٌ بالحقيقة على الواجب والممكن (٣) = تَنازَعَ كبيران (٤)؛ هل هو مقولٌ بالاشتراك أو بالتواطؤ؟

فقال أحدهما: هو متواطئ، وقال الآخر: هو [ق ٨٦] مشترك، لئلّا يلزم التركيب.

وقال هذا: قد ذكر فخر الدين أنَّ هذا النزاع (٥) مبنيٌّ على أنَّ وجودَه هل هو عينُ ماهيَّته أم لا؟

فمن قال: إنَّ وجود كلِّ شيءٍ عينُ ماهيَّته، قال: إنَّه مَقُول بالاشتراك، ومن قال: إنَّ وجودَه قدرٌ زائد على ماهيَّته، قال: إنَّه مقولٌ بالتواطؤ.


(١) (ب، ف، ق، ط، طف): «لأبيّن».
(٢) (ف): «تسمى»، (طف): «سمى».
(٣) بعده في (ف، ك): «على الأقوال الثلاثة».
(٤) (ف): «كثيران».
(٥) (ف): «التزام».

<<  <  ج: ص:  >  >>