للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأخَذ الأوَّلُ يُرجِّحُ قولَ من يقول: إنَّ الوجود زائدٌ على الماهيَّة، لينصر أنَّه مقولٌ بالتواطؤ (١).

فقال الثاني: ليس (٢) مذهبُ الأشعريِّ وأهل السنة أنَّ وجودَه عينُ ماهيَّته.

فأنكر الأول ذلك.

فقلتُ: أمَّا متكلِّمو (٣) أهل السنة، فعندهم أنَّ وجود كلِّ شيءٍ عينُ ماهيَّته. وأمَّا القولُ الآخر فهو قول المعتزلة: إنَّ وجود كلِّ شيءٍ قدرٌ زائدٌ على ماهيَّته، وكلٌّ منهما أصاب من وجه. فإنَّ الصوابَ أنَّ هذه الأسماء مقولة بالتواطؤ، كما قد قرَّرْتُه في غير هذا الموضع. وأجبتُ عن شُبهة التركيب بالجوابين المعروفَين.

وأمَّا بناءُ ذلك على كون وجود الشيء عين ماهيَّته أو ليس [عينه] (٤) فهو من الغلط المضاف إلى ابن الخطيب، فإنَّا وإن قلنا: إنَّ وجودَ الشيءِ عينُ ماهيَّته، لا يجبُ أن يكون الاسم مقولاً عليه وعلى نظيره بالاشتراك (٥) اللفظيِّ فقط، كما في جميع أسماء الأجناس، فإنَّ اسم «السواد» مَقُولٌ على هذا السواد وهذا السواد بالتواطؤ، وليس عينُ هذا السواد هو عين هذا السواد؛


(١) «فأخذ الأول ... بالتواطئ» سقط من (ف).
(٢) سقط من (ب، ق).
(٣) (ب، ق): «متكلمة».
(٤) من (طف)، و (ط): «عينها».
(٥) الأصل: «الاشتراك».

<<  <  ج: ص:  >  >>