للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وجه الدلالة:]

أن تشريح جثة الميت فيه تمثيل ظاهر، فهو داخل في عموم النهي الوارد في هذا الحديث وغيره من الأحاديث التي ورد فيها نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - الموجب لحرمة التمثيل ومنعه (١).

حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إن كسر عظم المؤمن ميتاً مثل كسر عظمه حيًا" (٢).

[وجه الدلالة:]

أن هذا الحديث دل على حرمة كسر عظام المؤمن الميت والتشريح مشتمل على ذلك فلا يجوز فعله (٣).

[جـ- دليلهم من القياس:]

[الوجه الأول:]

أن الأحاديث دلت على أنه لا يجوز الجلوس على القبر، وأن صاحبه يتأذى بذلك (٤)، مع أن الجلوس عليه ليس فيه مساس بجسد صاحبه، فلأن لا يجوز تقطيع أجزائه، وبقر بطنه الذي هو أشد انتهاكًا


(١) قضايا فقهية معاصرة للسنبهلي ص ٦٤، والإمتاع والاستقصاء للسقاف ص ٢٧.
(٢) رواه أحمد في مسنده ٦/ ٣٦٤، وأبو داود ٣/ ٥٤٣، ٥٤٤، والبيهقي ٤/ ٥٨، وصححه الألباني إرواء الغليل ٣/ ٢١٢، ٢١٤.
(٣) قضايا فقهية معاصرة للسنبهلي ص ٦٥، وفتوى الشيخ محمد بخيت المطيعي مجلة الأزهر مجلد ٦ الجزء الاول ص ٦٣١، ٦٣٢، والإمتاع والاستقصاء للسقاف ص ٢١.
(٤) من ذلك ما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: "لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها" رواه مسلم ٢/ ٣٨٤، ٣٨٥.

<<  <   >  >>