بلغت الجراحة الطبية في العصر الحاضر درجة عالية من الدقة والمهارة والنبوغ الذي لم يسبق له مثيل، حيث أمكن بفضل الله تعالى تحقيق كثير من الآمال في علم الجراحة، والتي كانت منذ عهد قريب يعد تحقيقها ضربًا من الخيال والمستحيل، ووصل العمل الجراحي إلى أعماق جسم الإنسان، وإلى أخطر شيء فيه وهو القلب.
فقد تمكن الأطباء الجرَّاحون بفضل الله تعالى من إجراء الجراحات الدقيقة المتعلقة بصمام القلب، والشرايين التاجية، وقد كان من المستحيل إجراء هذه الجراحات الدقيقة المتعلقة بهذين الموضعين نظرًا لخطورتها وصعوبتها.
كما أمكن بفضل الله إجراء الجراحات الدقيقة الخطيرة في الدماغ الذي يعتبر أعقد شيء في جسم الإنسان، وكان من المستحيل دخول الجراحة إليه منذ عهد قريب جدًا (١).
كل ذلك تحقق بفضل الله تعالى ثم بفضل التخصص الجراحي الذي كان له أعظم الأثر في تطور الجراحة الطبية نظريًا وتطبيقيًا، وذلك لأنه يمكن الطبيب من الاستيعاب التام، والتصور الشامل لما تخصص فيه، الأمر الذي يثمر الإتقان، ويساعد على الإلمام بالجوانب المهمة ذات الصلة، ويمهد السبيل أمامه لاكتشاف الجديد المفيد.